@@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@ 697018466
@@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@ 697018466
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
  فتح باب الإشراف في منتديات عابر القارات.. مطلوب مشرفين جدد
فتح باب الإشراف في منتديات عابر القارات.. مطلوب مشرفين جدد 
أهلآ ومرحبا بك زائرنا العزيز فى منتداك للتسجيل    اضغط هنا

 

 @@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
رئيس مجلس الادارة
رئيس مجلس الادارة
admin


sms أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم معلومات العضو
ذكر
عدد الرسائل : 461
تاريخ التسجيل : 25/12/2007
العمر : 37

@@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@ Empty
مُساهمةموضوع: @@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@   @@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@ I_icon47الثلاثاء 11 مارس - 0:30

السياسة والسياسة الدولية

السياسة هي افكار تتعلق برعاية الشؤون
، سواء اكانت قواعد : عقائد او احكاما ، اوكانت افعالا تجري ، او جرت ، او ستجري ، او كانت اخبارا . فاذا كانت في امر واقع كانت سياسة ، سواء في امور حالية ، او امور مستقبلة . وان كانت قد مضى وقتها ، اي كانت واقعا مرّ وفات ، سواء مرّ حديثا او قديما كانت تاريخا . ولذلك فان التاريخ كان سياسة فأصبح تاريخا . سواء اكان حقائق لا تتغير بتغير الظروف ، وهو ما يجب ان يحرص على معرفته ، او كان حوادث في ظروف مرت ومرت ظروفه ، وهو ما يجب ان لا يؤخذ ، وان يكون قارئه في حالة وعي عند قراءته حتى لا يأخذه في ظروف غير ظروفه ، فيقع في خطأ ، فيقع الضرر من اخذه.

والانسان من حيث هو انسان ، او الفرد من حيث كونه يعيش في هذه الحياة ، هو سياسي يحب السياسة ، ويعانيها . لانه يرعى شؤون نفسه ، او شؤون من هو مسؤول عنهم ، او شؤون امته او شؤون مبدئه او افكاره . الا ان الافراد او الكتل ، او الدول او التكتلات الدولية ، الذين يتصدون لرعاية شؤون امتهم او دولتهم ، او منطقتهم ودولهم ، فانهم يكونون سياسيين طبعا من حيث كونهم من بني الانسان ، وطبيعيا من حيث طبيعة عملهم ، وطبيعة عيشهم ومسؤولياتهم . ولذلك يكونون سياسيين بارزين ، وهم الذين يطلق عليهم لفظ السياسي ، ولا يطلق ذلك على الفرد العادي ، لانه محدود التفكير في امر رعاية الشؤون ومحدود العمل في الحياة . والبحث في السياسة انما يعني السياسيين هؤلاء ، ولا يعني جميع الافراد .

وقد عرف العلماء السياسة ، بانها فن الممكنات ، او فن الممكن . وهذا التعريف صحيح . الا انه من حيث ما جرى عليه الناس من حصرها في الاشياء الآنية ، هو خطأ ، لانه يعني الواقعية بمعناها الخاطىء ، وهو بحث الواقع والسير حسب هذا الواقع .

ولو سلم بهذا ، لما وجد تاريخ ، ولما وجدت حياة سياسية ، لان التاريخ هو تغيير الواقع ، والحياة السياسية هي تحويل الوقائع الجارية الى وقائع اخرى . ولذلك كان تعريف السياسة بانها فن الممكن ، تعريفا خاطئا حسب فهم الناس له ، او حسب فهم السياسيين . ولكن من حيث ان كلمة ممكن تعني المعنى الحقيقي لها ، وهي ما يقابل المستحيل والواجب ، فانها صحيحة . لان السياسة ليست فن المستحيل . بل هي فن الممكن فقط . فالافكار.التي لا تتعلق بالممكنات ، او على الاصح التي لا تتعلق بالوقائع الممكنة والواقع ، فانها ليست سياسة ، وانما هي فروض منطقية ، او مجرد خيالات حالمة او تخيلات . فحتى تكون الافكار افكارا سياسية ، اي حتى تكون الافكار سياسة فلا بد ان تتعلق بالممكن . لذلك كانت السياسة فن الممكن لا فن المستحيل .

وحتى يكون المرء سياسيا ، لابد ان تكون لديه تجربة سياسية ، سواء عانىالسياسة وباشرها ، وهو السياسي الذي يستحق هذا اللقب او هذا الاسم . اولم يباشرها ، وهو السياسي النظري . ولاجل ان تكون لدى المرء التجربة السياسية ، لا بد ان تتوفر لديه ثلاثة امور هامة : احدها المعلومات السياسية . والثاني الدوام على معرفة الاخبار السياسية الجارية ، والثالثة حسن الاختيار للاخبار السياسية .

اما المعلومات السياسية ، فهي المعلومات التاريخية ، ولا سيما حقائق التاريخ . ومعلومات عن الحوادث والتصرفات ، والاشخاص ، المتعلقة بهم من حيث الوجه السياسي . ومعلومات عن العلاقات السياسية ، سواء بين الافراد ، او الدول ، او الافكار . فهذه المعلومات هي التي تكشف معنى الفكر السياسي ، سواء اكان خبرا ، او عملا او قاعدة : عقيدة كانت او حكما ، وبدون هذه المعلومات لا يستطيع المرء فهم الفكر السياسي ، مهما اوتي من ذكاء وعبقرية . لان المسألة مسألة فهم ، لا مسألة عقل . واما معرفة الاخبار الجارية ولا سيما الاخبار السياسية ، فلانها معلومات ، ولانها اخبار عن حوادث جارية ، ولانها هي محل الفهم ، ومحل البحث ، لذلك لا بد من معرفتها . ولما كانت حوادث الحياة تتغير قطعا ، وتتجدد ، وتختلف ،
وتتناقض ، فلا بد من دوام تتبعها ، حتى يظل على علم بها . اي حتى يظل واقفا على محطة القطار التي يمر منها القطار فعلا ، ولا يظل واقفا في محطة لا يمر منها القطار الان ، بل كان يمر منها قبل ساعة ثم تغيرت ، وصار يمر في محطة اخرى . لذلك لا بد من دوام تتبع الاخبار بشكل لازم ومتتابع بحيث لا يفوته خبر ، سواء اكان مهما او تافها . بل يجب ان يتحمل عناء البحث في كومة تبن ، من اجل حبة قمح ، وقد لا يجدها . لانه لا يعرف متى يأتي الخبر المهم ، ومتى لا يأتي . من اجل ذلك لا بد من ان يظل على تتبع للاخبار كلها ، سواء التي تهمه او التي لا تهمه . لانها حلقات مرتبط بعضها ببعض ، فاذا ضاعت حلقة فكت السلسلة ، وصعب عليه معرفة الامر ، بل قد يفهم الامر خطأ ، ويربط الواقع بخبر او بفكر انتهى وذهب ، ولم يعد قائما . لهذا لا بد من تتبع الاخبار بشكل متتابع حتى يتسنى فهم السياسة .

واما اختيار الاخبار ، فانما يحصل بأخذها ، لا بمجرد سماعها . فهو لا يأخذ الا الخبر الهام ، فهو اذا سمع ان رئيس وزراء فرنسا سافر الى لندن ، فانه يسمعه ويأخذه ، ولكنه اذا سمع ان مستشار المانيا سافر الى برلين ، او ذهب الى واشنطن ، او اجتمع بالامين العام لهيئة الامم ، فانه يسمعه ولا يأخذه . اذ يجب ان يميز بين ما يأخذه وما لا يأخذه ، وان كان يسمع الاخبار كلها . لان الاخذ انما يكون للاخبار التي من اخذها فائدة ، ولا يكون لغيرها ولو كانت قد تشكل معلومات . وهذا هو التتبع ، اي التتبع للاخذ لا لمجرد السماع .

والسياسة بمعناها المحلي ، كرعاية شؤون الامة ، وشؤون الدولة ، وان كانت هامة ، ولكنها لا يصح ان تكون هي محل الاهتمام ، ولا يصح الاقتصار عليها . لان جعلها محل الاهتمام يعني الانانية والعمل للذات ، فوق كونه يضر في ايجاد الصراع الداخلي بين السياسيين ثم بين افراد الامة او فئات منها . وفي هذا ضرر على الدولة والامة ، ولان الاقتصار عليها فوق كونه لا يجعل المرء يدرك السياسة ، فان فيه غفلة عن شؤون الامة ، والسياسي لا بد ان يرعى شؤون امته حتى يكون سياسيا . وهذا لا يتأتى الا بالاهتمام بشؤون الامم الاخرى ، والدول الاخرى ، ومعرفة اخبارها ، وتحركاتها ، والاحاطة ما امكن بمعلومات عنها . لذلك كانت السياسة الدولية ، والسياسة الخارجية جزءا لا يتجزأ من السياسة ، من حيث هي سياسة ، ولذلك لا تكون السياسة بمعنى السياسة الا اذا كانت افكارا عن رعاية شؤون امته ، وافكارا عن رعاية شؤون الامم الاخرى والدول الاخرى . فعلاقة السياسة الدولية والسياسة الخارجية ، بالسياسة علاقة جزء من كل ، بل الجزء الجوهري الذي يكونها .
.


عدل سابقا من قبل admin في الإثنين 17 مارس - 2:44 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aaper0elkarat.ahlamontada.com
admin
رئيس مجلس الادارة
رئيس مجلس الادارة
admin


sms أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم معلومات العضو
ذكر
عدد الرسائل : 461
تاريخ التسجيل : 25/12/2007
العمر : 37

@@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@ Empty
مُساهمةموضوع: رد: @@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@   @@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@ I_icon47الثلاثاء 11 مارس - 0:31


والسياسة الخارجية ، والسياسة الدولية ، التي يجب الاهتمام بها ، هي سياسة الامم المؤثرة ، لا جميع الامم ، وسياسة الدول المؤثرة لا سياسة جميع الدول ، لا سيما فيما له علاقة بأمته او دولته ، او العقيدة التي تقوم عليها الدولة . ومن هنا كانت السياسة الخارجية والسياسة الدولية ، انما تعني سياسة الامم المؤثرة ، والدول المؤثرة . لا سيما المؤثرة على سياسة امته ودولته ، سواء اكان هذا التأثير قريبا او بعيدا . فمثلا ان يعرف ان انقلابا حصل في هايتي ، ليس مهما ان يعرفه ، ولكن انقلابا حصل في البرازيل او كوبا ، وفي الحبشة او اوغندا ، من الضروري ان يعرفه ، لان الاول لا يؤثر في الوضع الدولي ، ولا تأثير له على امته او دولته ، ولكن الانقلابات الاخرى ، لها تأثير على بعض الدول ، ولها تأثير علي المسلمين ، لذلك فانه يهتم بها .

والعناية بالسياسة الدولية عند المسلمين بدأت منذ حصلت البعثة قبل ان يقيم الرسول عليه السلام الدولة الاسلامية ، واستمرت بعد قيام الدولة الاسلامية ، ويجب ان تستمر ما دام في الدنيا مسلمون . فالاهتمام بالسياسة الخارجية ، او السياسة الدولية امر لازم للمسلمين ، وهو فرض كفاية عليهم . لان خطر الشعوب والامم غير الاسلامية على المسلمين ، وعلى الامة الاسلامية ، خطر دائم ، وفيه قابلية لان يكون خطرا داهما ، فاتقاؤه فرض ، ومعرفته انما هي من اجل اتقائه ، ولذلك كانت معرفته فرضا ، واتقاؤه فرضا ، وان كان فرضا على الكفاية .


الا انه يجب ان يعلم ان السياسة الخارجية للدول كلها ، تتغيير ، وتتبدل ، وتنتقل من حال إلى حال فلا بد ان يعرفها على ما هي عليه عند المعرفة ، حسب الواقع والحقيقة ، ويعرفها اذا تغيرت ، ويعرف ماذا اصبحت وذلك ليظل دائما على معرفة خطرها او عدم خطرها ، ولاجل ان ينبه لاتقائها ، او يعمل لاتقائها ، مهما كان هذا الاتقاء .

فمثلا الدولة الاسلامية في القرن السادس عشر الميلادي ، كانت الدولة الاولى ، وكانت تشكل خطرا دائما على دول العالم . ولكنها بعد منتصف القرن الثامن عشر الميلادي ، صارت محل طمع للدول الاخرى ، وهدفا لتلك الدول ، حتى قضي عليها ، واتخذت جميع الوسائل والاساليب للحيلولة دون رجوعها .

ومثلا ، كانت دول اوروبا في القرن التاسع عشر وبعد الحرب العالمية الاولى ، تسيطر على افريقيا ، وأكثر بلاد آسيا . ولكن بعد الحرب العالمية الثانية ، انحطت إلى حد ان فقدت سيطرتها ، وفقدت قدرتها ، وصارت السيطرة والقوة هي لامريكا ، ثم لروسيا .

ومثلا : كانت بريطانيا دولة عظمى حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية ، ثم فقدت قوتها بعد الحرب العالمية الثانية ، وان لم تفقد سيطرتها . ولكن منذ اوائل الستينات في القرن العشرين الميلادي اخذت تفقد سيطرتها ، وتتلاشى قدرتها . ولكنها ظلت قادرة على الدس والمناورات السياسية ، وصارت تحاول اعادة وجودها ، واعادة تأثيرها ، وان تكون لها سيطرة ، ولكنها في هذه المحاولات فقدت قوتها على العمل ، وان ظلت قدرتها على الدس والمناورات ، الا انها في سنة 1974 غزيت في عقر دارها ، واستهدف نظامها ، فانهارت قواها ، ودب اليأس في بعض رجالها السياسيين حتى بات محتملا ان تفقد قدرتها على الاعمال السياسية ، بعد ان فقدت قدرتها على المجابهات ، وان كان ليس من المحتمل ان تفقد قدرتها على الدس والمناورات ما دامت دولة . ومثلا كانت امريكا تسيطر على العالم كله بعد الحرب العالمية الثانية ، ورغم اخفاقها في سياستها الدولية ، ظلت سيطرتها على العالم ، وقدرتها على الاعمال السياسية والعسكرية في اوجها حتى سنة 1974 . فأخذت سيطرتها على العالم تضعف ، وصارت قدرتها على الاعمال السياسية غير فعالة ، وصارت تتردد في الاعمال العسكرية في العالم ، ووجد بين الدول من يجرؤ ان يقول لها : لا ، وكانت جميع الدول تسير في ركابها مهما كانت تتظاهر بمحاولات التمرد .

ومثلا كانت روسيا بعد الحرب العالية الثانية تقف في وجه دول الغرب كلها ، وكانت تخيف جميع دول العالم ، ولكنها منذ دخول السبعينات في القرن العشرين ، اخذت تسير في ركاب امريكا ، واصبحت لا تخيف احدا من دول العالم . ورجعت امبراطورية روسية ، تخاف الصين ، وتجامل دول اوروبا ، وتحاول استرضاء حتى الدول الصغرى .

فالسياسي حين ينظر في حالات الدول واخبارها ، وحين يحاول فهم السياسة الخارجية والدولية ، لا يصح ان لا يدرس احوال كل دولة من الدول المؤثرة ، ولكنه لا يأخذ الا حال الدولة في الوضع الذي وصلته لا قبله ، وفي الحال التي هي عليها الان لا التي كانت عليها ، حتى يكون فهمه صحيحا ، وحتى يكون سياسيا يحسن العمل السياسي .

فالسياسة اذا أطلقت انما تعني السياسة الدولية ، لانها ابرز ما فيها ، ولانها بدونها لا تسمى سياسة . صحيح ان محاسبة الحكام هي من السياسة ، وان رعاية شؤون الامة داخليا هو من السياسة ، ولكن ذلك ليس هو كل السياسة ، بل ليس هو السياسة لفقدانه الجزء الهام من السياسة وهو السياسة الخارجية . فالسياسة الخارجية هي الاساس ، وهي التي تجعل السياسة سياسة بالمعنى الصحيح .


واذا كان النظام الديمقراطي يعتبر السياسة الداخلية سياسة ، لأن من صلب نظامه وجود المعارضة ، ولكن نظام الحكم في الاسلام ، وهو نظام الخلافة ليس غير ، قائم على رعاية الشؤون ، وعلى القيادة الفردية ، فليس فيه معارضة ، بل فيه المحاسبة . ولذلك كانت السياسة في الامة الاسلامية تعني السياسة الخارجية ، والسياسة الدولية . لأن الامة كلها يجب ان تظل مدركة ان جميع الشعوب والامم غير الاسلامية هي عدوة لها ، وتتربص بها الشر بشكل دائم ، وان جميع الدول عدوة للدولة الاسلامية ، وتتربص بها الدوائر ، وتشتغل بالمؤامرات والتحضيرات لاضعاف الدولة الاسلامية ، ولقهرها ، والقضاء عليها . ولذلك يجب ان تكون الامة كلها لا سيما السياسيين ، مشغولة باتقاء الخطر الخارجي ، اي ان تظل مشغولة في السياسة الخارجية والسياسة الدولية ، بالمعرفة ، والتتبع ، وابصار مواطن الخطر .

على ان الدولة الاسلامية لا تعني انها الحكام ، بل هي الامة التي تحت سلطان الخلافة فعلا ، فالامة كلها هي الدولة ، والدول الكافرة تعرف ذلك ، وتعمل على اساسه . وما دامت الامة مدركة انها هي الدولة ، فانها تظل متتبعة لاخبار واحوال الدول الاخرى ، والشعوب والامم الاخرى ، حتى تظل على وعي على اعدائها ، وحتى تظل في حالة استنفار فعلي ضد جميع الاعداء . ولهذا فانه يجب ان تظل اخبار السياسة الخارجية ، شائعة في الامة كلها ، مدركة من الناس بشكل عام . وان يكون هم السياسيين والمفكرين، اطلاع الناس على السياسة الخارجية . حتى ان الناس حين يوكلون عنهم نوابا في مجلس الامة للمحاسبة والشورى ، انما يختارون على اساس السياسة الخارجية ، وعلى اساس السياسة الدولية ، لان هذا هو الذي يجب ان يكون لدى الامة ، وهو الذي يجب ان يكون لدى وكلائها في مجلس الامة ، اما السياسيون ، والمفكرون بشكل عام ، فان معرفة السياسة الخارجية ، والسياسة الدولية ، لا بد ان تكون هي الطاغية على اعمال السياسيين وافكارهم ، وهي الموجودة بشكل بارز لدى المفكرين ، وفي تفكيرهم وافكارهم . لان المسلم انما وجد من اجل الاسلام ، وانما وجد من اجل الدعوة الاسلامية . وانما يعيش من اجل هذا الدين ، في حمايته ، ونشر دعوته . واذا كان الجهاد هو ذروة سنام الاسلام ، فان حمل الدعوة الاسلامية هو الغاية التي من اجلها يكون الجهاد . وهذا يستوجب معرفة السياسة الخارجية والسياسة الدولية . على انه بغض النظر عن هذا ، فان الدولة التي تطمع ان يكون لها تأثير ما ، وان تتمتع بالنفوذ والمجد ، تجعل السياسة الخارجية اساسا من اسسها ، وتتخذ السياسة الخارجية وسيلة لتثبيت مركزها في الداخل والخارج . واذا كان هذا هو الواقع ، فان على السياسيين والمفكرين ، ان يحيطوا بالسياسة الخارجية ، والسياسة الدولية ، سواء اكانوا في الحكم او خارج الحكم . لان هذا هو الذي يجعلهم سياسيين ، اي راعين لشؤون امنهم . لان الشؤون العليا للامة انما تتمركز في السياسة الخارجية والسياسة الدولية . ومن هنا كان واجب الاحزاب السياسية كلها ، والسياسيين عموما ، ورجال الفكر ، والعلم ، ان تكون السياسة الخارجية والسياسة الدولية اهم ما يشتغلون به .
واذا كان لا بد من معرفة السياسة الخارجية والسياسة الدولية ، لا سيما للسياسيين ، والمفكرين ، والعلماء ، فانه لا يصح الاقتصار على معرفة القواعد العامة ، والخطوط العريضة ، اي لا يصح الاقتصار على الاجمال ، والنتائج ، فان هذه اذا جرى الاقتصار عليها ، وان كان مفيدا ، ولكنه لا يكفي لادراك الخطر ، ولا لمعرفة كيفية الاتقاء ، ولا لفهم الحوادث والوقائع ، والنوايا ، والاهداف . بل لا بد من معرفة التفاصيل ، والاعمال ، والحوادث ، ثم تحليلها والوقوف على النوايا والاهداف . والعدو حتى تعرف نواياه ، تجاه الدولة والامة ، لابد من ان تعرف اولا كلامه ، ووضع هذا الكلام . وثانيا تصرفاته والظروف التي جرت فيها هذا التصرفات ، وثالثا : علاقاته ، ووضع هذه العلاقات . ومن غير معرفة هذه الثلاث لا يمكن الاطلاع على نوايا العدو . وهذه الثلاث تحتاج معرفتها الى معرفة التفاصيل . فالكلام لا بد من معرفة تفاصيله وتتبعها ، حتى تدرك الاوضاع التي قيل فيها هذا الكلام . وكذلك التصرفات ، والعلاقات . وهذا يحتم معرفة التفاصيل . فاذا زار رئيس وزراء بريطانيا الصين ، فان هذا الزيارة ليست للنزهة ، ولا للتجارة ، ولا لتلقي العلم ، بل هي عمل سياسي . فلا بد من تتبع تفاصيل هذه الزيارة ، ومعرفة دقائقها ، واذا كان سواد الامة لا يهتم بالتفاصيل ، فان افرادها
البارزين ولا سيما السياسيين لا بد ان يعرفوا ذلك . لانهم مسؤولون ، ولانهم يزعمون انهم يرعون شؤون الامة .

واذا كان لا بد من امثلة كثيرة على ذلك . فان الحوادث الجارية في العالم ، خير امثلة على ضرورة معرفة التفاصيل . فالعداء المستحكم بين الصين وروسيا ، امر معروف ، فاذا اعطى رئيس وزراء الصين تصريحا ضد روسيا ، او تصريحا ضد بولونيا ، او تصريحا ضد المانيا الشرقية اوالغربية ، فانه لا بد ان يدرس هذا التصريح ، وان يجري تصور الوقائع التي يحويها ، او التي يهدف اليها . لانه وان كانت الصين لا تشكل خطرا علينا ، فان روسيا تشكل خطرا آتيا ، والصين قد تشكل خطرا مستقبلا . ومعرفة حالة العداء لا تتأتى الا بمعرفة التفاصيل ، وتتبعها . والتنافس القائم بين اوروبا وامريكا ، هو قائم بين بعض دول اوروبا وبين الولايات المتحدة ، فاذا اعطى وزير خارجية فرنسا تصريحا ضد الولايات المتحدة ، واعطى وزير خارجية انجلترا تصريحا في تأييد الولايات المتحدة ، فيجب ان يفهم التصريحان على اساس انهما تصريحان لاوروبا ، وان يدرك ان ما بين اوروبا وامريكا هو تنافس وليس عداء . حتى لو كان فيه اذى لاوروبا أو امريكا .

وايضا : اذا قامت امريكا ببيع اسلحة الى هولندا ، لا يصح ان يعتبر انه مثل بيع غسالات لايطاليا . فان هناك فرقا بين علاقة الدولتين بامريكا ، وهناك كذلك فرق بين بيع الاسلحة وبيع الغسالات . وكذلك اذا اعطت انجلترا قرضا لروسيا ، واعطت قرضا للصين ، فان هناك فرقا بين علاقة كل من الدولتين في انجلترا . واذا عقدت فرنسا معاهدة ثقافية مع روسيا ، وعقدت انجلترا معاهدة ثقافية مع روسيا نفسها ، فان هناك فرقا بين المعاهدة الثقافية الانجليزية ، وبين المعاهدة الثقافية الفرنسية . وهكذا يجري تتبع التفاصيل في الكلام ، والتصرفات ، والعلاقات ، فلا يكفي ان يعرف الاجمال ، بل لا بد ان يعرف التفاصيل .

وانه وان كانت الحالة الدولية الان ، وحالة الدول المؤثرة ، تعتمد في سياستها على ما يسمى بالديبلوماسية ، اي على الاتصالات ، وعلى العملاء ، فان هذا امر مؤقت ، وهو موجود لعدم وجود قوة مخيفة في العالم . ولكنه اذا وجدت قوة مخيفة فان هذا يتغير ، وتصبح الحالة الدولية ، وحالة الدول المؤثرة ، تعتمد على الاعمال السياسية ، والاعمال العسكرية . الا انه على اي حال داخل تحت دائرة الاهتمام بالتفاصيل . فاذا كان هناك عملاء فلا بد من معرفتهم ، حتى لو كانوا من دول كافرة . واذا جرت اتصالات ، او اعمال سياسية ، فلا بد من معرفة هذه الاتصالات وتلك الاعمال بتفاصيلها لا سيما ما كان خفيا منها .

واذا كانت اوروبا تعمل لبث روح الثقة في الدول الاخرى ، فانها انما تعمل ذلك لاضعاف موقف امريكا ، وروسيا ، ولايجاد قوة لها شأنها بجانبها . ولكن مهما كان الامر فان اوروبا تعتبر نفسها صديقا لامريكا ، ومن اهل البيت . وتعتبر روسيا عدوة لها . فلا يصح ان نصل الى نتيجة واحدة تجاه الدولتين . فان اوروبا وان عملت لاضعاف امريكا ، فانها انما تعمل لرفعة شأنها لدى امريكا ، حتى تعاملها معاملة كريمة ، ولكنها حين تعمل لاضعاف روسيا ، فانها انما تعمل لهدمها واضعاف نفوذها .

واذا كانت فرنسا منعت الاسلحة عن اليهود وامريكا اعطتهم الاسلحة على اوسع نطاق ، فان ذلك لا يعني ان فرنسا ضد اليهود ، وان امريكا مع اليهود ، لان الدولتين تؤيدان اليهود ، ويريدان قصدا واحدا هو ضرب المسلمين ، ولكن خلافهما في فهم اسلوب التأييد ظهر في الاسلحة ، بمنعها او اعطائها .

فالسياسة الخارجية والسياسة الدولية ، سواء جرت عن طريق العملاء ، او بالاتصالات او جرت بالاعمال السياسية او الاعمال العسكرية . فان معرفة التفاصيل ، امر لا بد منه ، وذلك لمعرفة السياسة نفسها ، ولمعرفة النوايا والاهداف. ولادراك ماهية الكلام او التصرف او العلاقة . وما لم تعرف هذه التفاصيل ، فانه لا تكون السياسة قد عرفت ، ولا صار المرء سياسيا ، وبالطبع لا تدرك النوايا والاهداف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aaper0elkarat.ahlamontada.com
 
@@@@السياسة والسياسة الدولية@@@@
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المنظمات الحكومية الدولية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: (المنتدى السياسى)عابر القارات الثانى :: اخر الأنباء والأخبار-
انتقل الى: