حصاد 2007

كل سنة وأنت طيب عزيزي قارئ "المساء" كل سنة ومصر الكنانة في خير وسعادة.. عام مضي وسنة قادمة.. ونرجو ان تكون السنة الجديدة مليئة بالانتصارات لمصر في كل المجالات.
وان تكون السنة سنة خير علي الرياضة المصرية تكون فيها أكثر اشراقا في كل الألعاب وان تكون الأندية الشعبية قد استعادت بعض ما فقدته في العام الذي مضي ونحن بلا شك نعرف ان كل الأندية المصرية عاشت نكسات ونكسات فيما عدا النادي الأهلي الذي صال وحده وجال في الميدان الكروي خاصة فقد جمع أبناء القلعة الحمراء بين بطولتي الدوري والكأس وحصل علي بطولة أفريقيا لكنه فقد فرصة التأهل لبطولة أندية العالم وفي بقية الألعاب كانت نتائجه طيبة أما منافسه التقليدي الزمالك فقد كانت سنة كبيسة بالنسبة له فلا بطولات ولا استقرار.. معارك وتبادل اتهامات.. وتدخل غير مفيد من الجهة الادارية إذا لم نقل أنه مضر.
أما بقية الأندية فهي تعاني من نقص في الموارد والإمكانات وأخذت تبيع نجومها لحيتان الأندية صاحبة الحظوة أو قل مالكة الأموال الطائلة الاسماعيلي مثلا تجري عملية منظمة لتصفية نجومه باعوا أحمد فتحي ويريدون التفريط في سيد معوض وهناك مشكلة حسني عبدربه المعلقة وهرب الممتازون من ناشئيه وأبعدوا أبناء النادي عن ادارته وكانت بالطبع أيام العثمانيين أكثر استقرارا لأنهم من أبناء الاسماعيلي ويعشقونه مثل كل أبناء المدينة الباسلة وفي الترسانة نزيف لنجومه بداية من محمد أبوتريكة ومحمد عبدالواحد وسماكة وأخيرا محمود سمير الذي وقع بالأمس للأهلي وفي الاتحاد السكندري مشاكل بالجملة ولاعبون يريدون ترك النادي وأعتقد ان كل الأندية التي بناها الشعب بعرقه وجهد أبنائه أصبحت تعاني الأمرين أما أندية الشركات التي دخلت الميدان فهي ليس لها أمان وكما قلت سابقا هي أندية تزدهر إذا كان المسئول رياضيا فإذا ترك المنصب وجاء غيره تغيرت أحوال النادي ولنا في التاريخ القريب والبعيد عبرة وكم من نادي شركة تألق ثم ضاع حسب من يقوم بادارته والسبب في هذا الضياع غياب الادارات التي تعرف كيف تنمي الموارد وكيف تسوق ما عندها من بضاعة فنية كما ان اتحاد كرة القدم يكيل في الناحية المادية بمكيالين الأندية الغنية تحصل علي نصيب الأسد من اذاعة المباريات أما أندية الغلابة فلها الفتات.
وفي نفس الوقت لم تستطع الادارات المختلفة لهذا الاتحاد علاج الاحتراف الانحرافي الذي فرغ الأندية من نجومها لحاجتها الملحة للمال بل ان هناك من جاء يوما ليساعد ناديه علي حساب الأندية الأخري كل هذه السلبيات أدت إلي تدهور كرة القدم التي أصبحت مسابقاتها روتينية وأبعدت الجماهير عن المدرجات لأنها تعرف من اليوم الأول النادي بطل الدوري فلماذا يذهب ويكلف نفسه خاصة ان الأندية أصبحت تبالغ في ثمن تذاكر الدرجة الأولي وكأن إدارات هذه الأندية تعيش في كوكب ثان.
بعيدا عن الرياضة:
لقيت وجه رب كريم منذ أيام الحاجة سارة يوسف عن عمر ناهز ال 170 سنة وهي تمت لي بصلة قرابة وعاشت السيدة الراحلة طوال عمرها متنقلة بين مصر والسودان وقريتنا المالكي بالنوبة القديمة ثم انتقلت بعد ذلك مع كل النوبيين إلي النوبة الجديدة في كوم امبو.. ومن طريف ما كانت تذكره هذه السيدة المعمرة والتي أعتقد أنها كانت أكبر معمرة في العالم ما شهدته في القاهرة ما أطلقوا عليه يوما "هوجة عرابي" الثورة التي قادها أحمد عرابي ضد الخديو توفيق ونتج عنها الاحتلال البريطاني.