باكستان تدرس تأجيل الانتخابات.. وزوج «بوتو» يطلب تحقيقاً دول

أعلن سكرتير اللجنة الانتخابية الباكستانية، كانوار ديلشاد أمس، أن اللجنة ستتخذ قرارها اليوم بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الـ٨ من الشهر الحالي، مشيرا إلي أن اللجنة تنتظر تقارير طلبتها حول الأوضاع في مختلف المناطق الباكستانية لكي تتخذ قرارها بناء علي تلك التقارير.
يأتي هذا بينما صرح مسؤول في الحكومة الباكستانية ـ طالبا عدم كشف هويته، بأنه سيتم تأجيل الانتخابات التشريعية ٤ أسابيع علي الأقل إن لم يكن أكثر، مشيرا إلي أنه تم تدمير عدد من مراكز الاقتراع خلال أعمال العنف التي تلت مصرع بوتو.
واستبق حزب «بوتو» قرار اللجنة الانتخابية بالتأكيد علي رفضه أي تأجيل للانتخابات التشريعية، وقال صفدار عباسي أحد قادة حزب الشعب الباكستاني «لن نقبل بأي تأجيل للانتخابات ونريد أن تجري في موعدها المقرر»، بينما أعلن حزب نواز شريف أنه يقبل بـ«تأجيل طفيف» للانتخابات.
وعلي الصعيد نفسه، طلب آصف زرداري أن تجري الأمم المتحدة تحقيقا في اغتيال زوجته بي نظير بوتو رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، علي غرار التحقيق الذي يجري في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وفي هذا الإطار، حثت الإدارة الأمريكية باكستان علي المضي في إجراء الانتخابات، وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ستانزيل «أننا نعتقد أن من المهم لباكستان أن تواجه المتطرفين وتواصل مسيرتها علي طريق الديمقراطية بإجراء انتخابات حرة ونزيهة. مضيفا أن توقيت هذه الانتخابات يرجع الي الباكستانيين أنفسهم.
ومن جانبه، قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إنه إذا تأجلت الانتخابات فإن علي باكستان أن تعلن عن موعد جديد لإجرائها.
وعلي صعيد آخر، لقي أكثر من ٢٠ شخصا مصرعهم واصيب ٩ آخرون بجروح خلال الاشتباكات التي دارت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بمقاطعة «كورام» الباكستانية بين المسلمين السنة والشيعة، خاصة في منطقتي «باراتشينار وصدي»، ليصل عدد القتلي بسبب تلك الاشتباكات خلال الأسبوع الماضي إلي١٠٠.
يأتي هذا بينما شهدت البورصة الباكستانية تراجعا ملحوظا في اليوم الأول لافتتاحها، في أعقاب إغلاقها لمدة ٣ أيام، بعد اغتيال بوتو تجنبا لانهيارها بشكل تام، حيث تراجعت الأسهم بنسبة ٤.٥% في اليوم الأول للتعامل، وسط مخاوف بعض المراقبين من احتمال هروب رؤوس الأموال إذا استمرت الأوضاع الأمنية في التدهور.
وعلي صعيد آخر، أعلن أبرز المرشحين إلي الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أنه ليس لدي الولايات المتحدة من خيار في الوقت الراهن سوي التعامل مع الرئيس الباكستاني برفيز مشرف.
وقالت الديمقراطية هيلاري كلينتون «لا أطلب منه الاستقالة الآن»، وأضافت: ما أطلب منه هو أولا قبول إجراء تحقيق مستقل حول مقتل بوتو. وادعوه إلي تنظيم انتخابات حرة وعادلة تحت مراقبة مستقلين.
وقال باراك أوباما، منافس هيلاري في الحزب الديموقراطي، أن الدعم المالي الكبير الذي تقدمه الولايات المتحدة لحليفها مشرف في إطار «الحرب علي الإرهاب»، يجب ألا يكون مجانيا. ودعا الرئيس الباكستاني إلي اكتساب مزيد من الشرعية عبر صناديق الاقتراع.
ومن جانب الجمهوريين، اعتبر جون ماكين، الخبير في الشؤون الدولية، أن مشرف «مهم» من أجل مستقبل باكستان وتساءل «من سيحل مكانه».