التزاوج بين الانس والجن

بسم الله..والصلاة والسلام على رسول الله...من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ...اما بعد ،، احبتى فى الله انه من الامور التى ندهش لسماعها التزاوج بين الانس والجن ..فما حقيقة الامر؟؟؟. ان عالم الجن من العوالم التى خلقها الله سبحانه وتعالى وجعل لها من الخصائص والاعمال ما هو مبين فى كتاب الله تعالى ، ولانه لايقع تحت حواسنا ومداركنا فانه يكون من الغيب ، ويجب على كل مسلم الايمان بالجن ، والا كان منكرا لامر ثبت ثبوتا قاطعا فى كتاب الله ، وشانهم فى ذلك شان الملائكة ، والجنة والنار ، وما اليها ، وقد كان ابليس _ الذى ابى ان يسجد لادم عليه السلام_ من الجن ، والذين صرفهم الله الى الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ فاستمعوا الى القرآن ثم ولوا الى قومهم منذرين كانوا من الجن ، ومنهم من ذكر الله من احوالهم فى سورة (الجن) وغير ذلك كثير فى القرآن والاحاديث النبويه الشريفة ، وابادر هنا فاقول : يجب الوقوف عند ما ورد عنهم فى القرآن والحديث ، فلا يجوز ان نضفى عليهم من الصفات والاعمال ما لم يرد بها نقل الصحيح ، والحق دائما وسط بين الافراط والتفريط ، فكما ان انكار الجن خطأ ، بل كفر ، فكذلك دعوى انهم يخدمون الانسان ويجيبون مطالبهم ، او ان أحدا من الناس يستطيع ان يسخرهم او يستخدمهم او يامرهم ، او ان انسان يستطيع ان يتزوج منهم ، كل ذلك خطا وقول بلا دليل ، بل الصحيح انهم _ وخصوصا كفارهم _هم الذين يسخرون بنى آدم ويستخدمونهم ويأمرونهم فيطيعون قال تعالى فى( سورة ابراهيم) : ((وما كان لى عليكم سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لى )) ويقول : ((وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض )) الاية من سورة (الانعام) ، وقد ورد فى تفسير ( بن كثير ) وغيره فى معنى الآيه (((( كان الامر _بالفسوق والفجور والشرك والكفر وغيرها من المعاصى_ من الجن اما العمل من بنى آدم ، وذلك هو استمتاع بعضهم ببعض ، اى : فرح الجنى وسروره بايقاع الانسى فى حباله واغوائه واغرائه ، وفرح الانسى وتلذذه بتلك المعاصى معتذرا بما يزين له الجنى من الاعذار التى هى عند المستبصر اوهن من بيوت العنكبوت وما اعظم استمتاع الجن كلما كثر اتباعهم من الانس ، ولذلك كان صدر هذه الآيه الكريمة : (( ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس )) ، ولا ادرى كيف يمكن ان يتزوج انسان مخلوق من طين من جنية مخلوقة من النار ؟؟ اليس هذا قولا على الله بغير علمولا دليل ولا كتاب منير ؟؟ ثم لماذا لا يحدث العكس ايضا فيتزوج الجنى من انسية ؟؟ ، وربنا جل شانه يمن علينا بقوله : (( ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها )) ، فهل الجنيات من انفسنا؟؟ وهل يسكن الانسى الى جنية؟؟ ، ان مجرد اختلاف الجنس يجعل التزاوج محالا ، بل سمعنا من علمائنا اكثر من ذلك من انكار هذه الاوهام ، ومن يرجع الى ( الهدى النبوى) منذ ربع قرن من الزمان سيجد فيها مناقشات ومحاورات ممتعة دارت حول هذا الموضوع ،، اسال الله واياكم ان يهدينا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه ....هو ولى ذلك والقادر عليه.