بعد حصوله على شهادة الثانوية من
مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة(في عام
1356 هـ /
1937)، كان يتوق إلى دراسة الحقوق، ولكنه ما لبث أن قرر دخول
الكلية الحربية،
بعد أن قضى بضعة أشهر في دراسة الحقوق. دخل الكلية الحربية، ولم يكن طلاب
الكلية يتجاوزن 90 طالبا. وبعد تخرجه في الكلية الحربية (عام
1357 هـ /
1938) التحق بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى "
منقباد"
بأسيوط؛ حيث التقى
بأنور السادات وزكريا محيي الدين.
وفي سنة (
1358هـ /
1939) تم نقله إلى الإسكندرية، وهناك تعرف على
عبد الحكيم عامر، الذي كان قد تخرج في الدفعة التالية له من الكلية الحربية، وفي عام
1942 تم نقله إلى معسكر
العلمين، وما لبث أن نُقل إلى
السودان ومعه عامر.
وعندما عاد من السودان تم تعيينه مدرسا
بالكلية الحربية، والتحق
بكلية أركان الحرب؛ فالتقى خلال دراسته بزملائه الذين أسس معهم "
تنظيم الضباط الأحرار".
الثوار في حرب فلسطينكانت الفترة ما بين
1945و1947 هي البداية الحقيقية لتكوين نواة تنظيم
الضباط الأحرار؛
فقد كان معظم الضباط، الذين أصبحوا- فيما بعد "اللجنة التنفيذية للضباط
الأحرار"، يعملون في العديد من الوحدات القريبة من القاهرة، وكانت تربطهم
علاقات قوية بزملائهم؛ فكسبوا من بينهم مؤيدين لهم.
وكانت
حرب 1948 هي الشرارة التي فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة. وفي تلك الأثناء كان كثير من هؤلاء الضباط منخرطين بالفعل في
حرب فلسطين.
نشأة تنظيم الضباط الأحراروفي صيف
1949 نضجت فكرة إنشاء تنظيم ثوري سري في الجيش، وتشكلت لجنة تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط، هم: جمال عبد الناصر،
وكمال الدين حسين،
وحسن إبراهيم،
وخالد محيي الدين،
وعبد المنعم عبد الرءوف، ثم زيدت بعد ذلك إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل من:
أنور السادات،
وعبد الحكيم عامر،
وعبد اللطيف البغدادي،
وزكريا محيي الدين،
وجمال سالم. وظل خارج اللجنة كل من:
ثروت عكاشة،
وعلي صبري،
ويوسف منصور صديق.
وفي ذلك الوقت تم تعيين جمال عبد الناصر مدرسا في كلية أركان الحرب، ومنحه رتبة
بكباشي (
مقدم)، بعد حصوله على دبلوم أركان الحرب العام
1951 في أعقاب عودته من حرب فلسطين، وكان قد حوصر هو ومجموعة من رفاقه في "
الفالوجة"
أكثر من أربعة أشهر، وبلغ عدد الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220
غارة. عاد بعد أن رأى بعينه الموت يحصد أرواح جنوده وزملائه، الذين رفضوا
الاستسلام لليهود، وقاوموا برغم الحصار العنيف والإمكانات المحدودة،
وقاتلوا بفدائية نادرة وبطولة فريدة؛ حتى تم رفع الحصار في
جمادى الآخرة 1368 هـ /
مارس 1949.
دخل دورات خارج مصر منها دورة السلاح أو الصنف في
بريطانيا،
مما أتاح له التعرف على الحياة الغربية والتأثر بمنجزاتها. كما كان دائم
التأثر بالأحداث الدولية وبالواقع العربي وأحداثه السياسية وتداعيات
الحرب العالمية الثانية وانقلاب
بكر صدقي باشا كأول انقلاب عسكري في الوطن العربي في العراق سنة
1936. وثورة
رشيد عالي الكيلاني في
العراق ضد الإنجليز والحكومة الموالية لهم سنة
1941.وتأميم
مصدق لنفط
إيران سنة
1951. والثورات العربية ضد المحتل مثل الثورة
التونسية والثورة
الليبية. كما أعجب بحركة
الإخوان المسلمين ثم ما لبث أن توصل إلى رأي بأن لا جدوى من أحزاب دينية في وطن عربي يوجد فيه أعراق وطوائف وأديان مختلفة.
ثورة 23 يوليو / تموز وقيام الجمهوريةالرئيس جمال عبدالناصر مع الرئيس محمد نجيب
بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها الملك داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية الثانية بين دول
المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في
السويس "بعد الحبانية في
الفلوجة في
العراق ". وكذلك موقفه في
حرب 1948 التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث
قادة الجيش على لعب دورا في إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه محطة
إذاعة
برلين العربية إبان الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية العراقية
رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس
أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد أن نجح في
العراق سنة
1941 بإحداث أول ثورة تحررية في الوطن العربي ضد الإنجليز ذات أبعاد قومية
تنادي بوحدة الأقطار العربية أطلق التصريحات والبيانات للقادة والجيوش
العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية والفرنسية. وحث الجيش
المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام الملكي منبهين من خطر
المخططات الأجنبية لمنح
فلسطين لليهود، وخص الجيش المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول المحور. وبعد مهادنة
الملك فاروق للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش المصري بالانتفاض على الملك ولقيت
دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى القادة العسكريين المصريين.
[بحاجة لمصدر] وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة ب
الملك فاروق في
حركة يوليو/ تموز 1952، لاسيما بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب
1948.
و في
23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين
فقط، هما الجنديان اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان
الضباط الأحرار قد اختاروا
محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير ضباط الجيش؛ وذلك
لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة عالية في الجيش، وهو ما
يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب الضباط، أو من جانب جماهير
الشعب.
وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن
ثم فقد نشأ صراع شديد على السلطة بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبد
الناصر لصالحه في (
17 ربيع الأول 1374 هـ /
14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقل
محمد نجيب، وحدد إقامته في منزله، وانفرد وحده بالسلطة.
و استطاع أن يعقد اتفاقية مع بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر وذلك في
19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح
السودان الاستقلال.
في العام
1958 أقام وحدة اندماجية مع
سوريا، وسميت الدولة الوليدة ب
الجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه الوحدة لم تدم طويلاً، حيث حدث انقلاب في الإقليم السوري في
سبتمبر من سنة
1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع
العراق و
سوريا سنة
1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير
عبد السلام عارف سنة
1966 ثم
حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن
مصر استمرت في تبني اسم "الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية سنة
1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد الناصر بسنة.
بعد حرب
حرب 1967 كما سميت في إسرائيل والغرب أو
النكسة كما عرفت عند
العرب،
خرج عبدالناصر على الجماهير طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات
في العديد من مدن مصر وخصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة
الجمهورية.
في عام
1968 خرجت مظاهرات في الجامعات المصرية تطالب بمحاسبة المسؤولين عن النكسة، فأصدر عبد الناصر بيان 30 مارس، الذي يعتبره المستشار
طارق البشري بدايةً لمرحلةٍ جديدة في مسار الثورة بدأت تمهّد لإنشاء مؤسسات تساعد على
تغيير بنية الجمهورية لتخرج مصر رويداً رويداً من قبضة الدولة الشمولية.
[2] إلا ان تلك الخطوات لم تستمر نظراً لوفاته عام 1970 وتغيّر رؤى من قدموا من بعده.