سرور يهاجم المعارضة ويؤكد قبوله بجمال مبارك رئيسا لمصر
كاتب الموضوع
رسالة
الفرعون الصغير مشرف
عدد الرسائل : 77تاريخ التسجيل : 26/12/2007العمر : 37
موضوع: سرور يهاجم المعارضة ويؤكد قبوله بجمال مبارك رئيسا لمصر الأحد 30 ديسمبر - 18:39
)
يبدو أن رئيس مجلس الشعب المصري "البرلمان" الدكتور فتحي سرور رفض أن ينتهي عام 2007 دون ان يختمه بتصريحات تناول فيها بالخصوص رؤيته عن الجدل السياسي الموجود حاليا على الساحة المصرية في ظل ما يثار حول العمل على تهيئة جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطني الحكم ونجل الرئيس المصري، لتولي مقاليد الرئاسة خلفا لوالده. وتعد قضية التوريث من أهم القضايا التي أثارت وما زالت تثير الجدل بين أفراد الشعب المصري وساسته. ورغم نفي الرئيس مبارك ونجله وجود أي خطط لديهما لتوريث الرئاسة لجمال، ترى المعارضة المصرية أنه لا يوجد أي تفسير مقبول آخر لأنشطة جمال السياسية على مدى السنوات الخمس الماضية وبروزه التدريجي على المسرح العام, إلا الإعداد لتوريث السلطة, ولا يكف الحديث في مصر عن احتمال انتقال السلطة من الاب الى الابن في جميع صحف المعارضة المصرية. ونعود لتصريحات سرور والتي قال فيها: " ان جمال مبارك مواطن مصري يمتلئ وطنية.. وقام بجهود حزبية اثبت فيها أنه صاحب فكر ناهض، ومتطور، وقاد أمانة السياسات في الحزب الوطني الحكم بوصفه حزب الأغلبية في مرحلة مهمة من تاريخ البلاد، اضطلع فيها الحزب بمسؤولياته في المشاركة في وضع السياسات التي تلتزم بها الحكومة وتتولي تنفيذها". وأضاف سرور ردا على سؤال لجريدة "المصري اليوم" المستقلة حول قبوله بجمال مبارك رئيسا لمصر: "نعم أقبله.. أقبله بوصفه مواطناً مصرياً مادام جاء للحكم بإرادة الشعب ووفق الآليات والإجراءات الدستورية التي تنظم كيفية اختيار الرئيس". وقال سرور: "لا يوجد شئ في مصر اسمه توريث الحكم، مشيرا الى أن تعديل المادة 76 من الدستور، والتي يعتبر البعض بانها عدلت خصيصا لتمكين جمال مبارك من الحكم، نقلت البلاد إلي مرحلة متطورة من النظام الجمهوري، وأكدت سلطة الشعب في اختيار من يشاء لمنصب رئيس الدولة عبر انتخابات تنافسية تعددية، وفتحت الباب بلا تمييز أو انحياز للتنافس علي منصب الرئيس، والكرة الآن في ملعب القوي السياسية المختلفة للحصول علي ثقة ورضاء الشعب". وحول وجود منافس لنجل الرئيس، قال سرور: "إذا لم تكن قادراً علي منافسة ابن الرئيس أمام صناديق الانتخابات فأنت لا تستحق المقعد". وتابع: " لا يحق لأحد أن يحرم مصرياً من حقوقه الدستورية والقانونية، ولا توجد ديمقراطية تستثني اشخاصاً بسبب انتماءاتهم العائلية خاصة وهي انتماءات تدعو للفخر، وليس للحرمان.. والأزمة في الذين يطلبون ديمقراطية علي مقاسهم، وعلي هواهم فقط، ديمقراطية تدفع بهم للحكم، وتحرم الآخرين". وأكد سرور: " ان هناك قواعد، واشتراطات قانونية، ودستورية تضمن تساوي المواقع بين المرشحين، وأنا مع الالتزام الكامل بالاشتراطات القانونية، ومع المنافسة، والتعددية، والذي يفوز هو صاحب الحق"، متسائلا "أليست هذه هي الديمقراطية، ديمقراطية صناديق الانتخابات التي نسعي إليها". وفي ختام حديثه عن قضية التوريث، قال سرور:" أنا ضد ديمقراطية الاستثناءات، والاستبعاد، والتشكيك، أنا مع الحقوق القانونية المكفولة للجميع... ثم دعني أقل لك في الجامعة يوجد أساتذة كانوا أبناء لأساتذة، وحصلوا علي الأستاذية بعد تقييمهم بواسطة لجان علمية متعددة.. فهل هذا توريث، وفي الأسرة القضائية قضاة وأبناؤهم قضاة أيضاً فهل هذا توريث، وصحفيون أبناء صحفيين وأطباء أبناء أطباء... العبرة في كيفية الوصول إلي المواقع أياً كان صاحبها، وأن تكون بالجدارة، وطبقاً للإجراءات القانونية دون تمييز... إننا دولة قانونية ولسنا دولة أشخاص". يهاجم المعارضة وانتقل سرور إلى نقطة أخرى تتعلق برؤيته للمعارضة المصرية ورفضها لما تسميه توريث الحكم، فقال: "ان المعارضة التي تحذر من توريث الحكم ضعيفة، وواهنة وتبحث عن حجة أو وسيلة تهرب بها من المنافسة.. علي الذين يرفضون أي مرشح في أي موقع أن يستخدموا الآليات القانونية في مواجهته.. أن يرفضوه أمام صناديق الانتخابات.. هذه هي الوسائل القانونية التي يكفلها الدستور للجميع لكن الصراخ، والشائعات، وإثارة الضباب حول ما تشهده مصر من تطورات ديمقراطية عيب". وأضاف سرور: "أننا نريد معارضة واعية، تملك خططاً وبرامج، وأفكارا للمستقبل، وللوقت الراهن، لا نريد معارضة تروج للفساد، وتطفئ الأنوار، وتغلق كل الأبواب في وجه الناس... هذه جريمة، وليست معارضة"، مشيرا الى " أنا أحترم المعارضة وأقدرها، لكنني ضد نشر اليأس والقنوط بين الناس، وتسويد الدنيا في عيونهم". وهاجم سرور: " هؤلاء المتسترون بالمعارضة الذين يقولون كلاماً يبدو مغرياً في شكله، وجذاباً في دعايته، ولذيذاً ومقبولاً لدي الناس لأنه يعزف علي أوجاعهم، لكن نتيجة هذا الكلام ضارة بالمجتمع، فليس من مصلحة أحد الترويج للفساد، والتأكيد عليه، والدعاية له، حتي يفقد الناس الإحساس بخطره، وليس من مصلحة أحد التشكيك في أجهزة الدولة، ومسؤوليها... هذه المعارضة غير صحية". وردا على سؤال حول رفضه للمعارضة القوية بحكم وجوده في الحزب الوطني الحاكم، قال سرور: "أنا أقدر المعارضة، وأحترمها فهي الوجه الآخر والرأي الآخر الذي دونه لا تجد الحقيقة... وثق أنه لا غني للحكومة والأغلبية عن المعارضة.. والحكومة والمعارضة في تقديري وجهان لعملة واحدة فليس أحدهما أفضل من الآخر، ولكنها اختلافات في الوظيفة". وأضاف: " مشكلة المعارضة عندنا أنها أحياناً بلا وظيفة، وبدقة أكثر تركت بعض المعارضة وظيفتها الحقيقية في تنوير الحكومة، ومراقبتها، ونقدها وتحولت إلي الشتم، والسب، والقذف... أقول لهم مرحباً بالنقد البناء، ولا مرحباً بالهدم والتدمير، لأنه لن يترك سوي الإطلال"، مؤكدا انه يريد معارضة تملك برامج جادة، ورؤي، وتصورات محددة تستشرف احتياجات المجتمع، ومتطلباته، وتتفهم ظروفه، ومعطياته، وتعرف جيداً ضرورة أن يكون البرنامج قابلاً للتنفيذ. خلافة مبارك وأصبحت قضية توريث الحكم في مصر من الموضوعات الرئيسية التي تتناولها كبريات الصحف الأجنبية بين الحين والاخر لانهم يعلمون جيدا ان هذه القضية كانت ولازالت الشغل الشاغل للنخبة السياسية في مصر. وأحدث من تناول هذه القضية كان صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية والتي كتبت في تقرير لها نشر مؤخرا أن الخلافة علي الحكم في مصر تقع في القلب من الحياة السياسية المصرية اليوم، علي الرغم من التأكيدات الرسمية أن الدستور يحدد إجراءات سوف يتم اتباعها، عندما يحين وقت اختيار الزعيم القادم. ووصفت الصحيفة في تقريرها والذي جاء تحت عنوان: "الخلافة في مصر تهيمن، ولم تحسم"، جمال مبارك رئيس لجنة السياسيات بالحزب الوطني الحاكم بأنه الشخصية النافذة داخل الحزب، مشيرة إلي أن كثيراً من رجال الأعمال يعتبرونه المرشح الذي يقع عليه الاختيار لمنصب الرئاسة. وذكرت الت "فاينانشيال تايمز": "ان الإصلاحات الاقتصادية التي حققتها الحكومة المصرية برئاسة أحمد نظيف، منذ 2004 تعزي إلي جمال مبارك"، مشيرة إلي أن هناك اعتقاداً بأنه "لعب دوراً حاسماً في اختيار الليبراليين الاقتصاديين، الذين يشغلون وزارات: المالية والاستثمار والتجارة والصناعة". واضافت الصحيفة البريطانية: "لكن مبارك الصغير ينفي أي اهتمام من جانبه بالمنصب الرئاسي، كما يرفض والده استمرار أي تكهنات بأنه يعد نجله للحكم، غير أن ذلك لم يدرأ الشائعات". ونقلت عن محللين سياسيين قولهم: "علي الرغم من أنه لم يتم حسم خلافة جمال مبارك، فإنه يجري تنصيبه علي نحو استراتيجي حتي يتاح له الانطلاق إلي المنصب الرفيع". مشيرة إلي أن هذا السيناريو يتنبأ بإجراء انتخابات يتنافس فيها ضد زعماء أحزاب المعارضة الشرعية، عديمة التأثير. ونبهت الصحيفة إلي تكهن البعض بأن خليفة الرئيس سوف يأتي من بين صفوف المؤسسة الأمنية. وأكدت أن النقاد في الصحافة المصرية والمعارضة يقولون إن السبب الرئيسي لما يعتبرونه تقدماً مترنحاً لعملية التحول الديمقراطي، هو محاولة للتأكيد علي أنه ليس هناك متحدون لجمال مبارك.
سرور يهاجم المعارضة ويؤكد قبوله بجمال مبارك رئيسا لمصر